الأحد، 29 ديسمبر 2013

أيوب عليه السلام

أيوب عليه السلام


صبر أيوب وصبر زوجته


                        

اقترن اسمه بالصبر....واقترن الصبر باسمه....فإذا ذكرنا قصته قلنا "صبرأيوب", وإذا ذُكر الصبر قلنا " كصبرأيوب"....وصبر زوجته لا يقل عن صبره قيد أنملة.
وكان أيوب صاحب مال وعيال فعنده أموال وأراض كثيرة وكان له العديد من الأولاد, وابتلاه الله بزوال كل هذا عنه...فلم يبق له من المال والولد شيئا,حتى جسده... لم يبق من جسده مغرز إبرة سليما سوى قلبه, واستمر مرضه 18 عاما!! اعتزله فيها كل الناس ولم يبق له من الدنيا شيء يستعين به على مرضه وبلاؤه إلا زوجته التي حفظت وده لإيمانها بالله تعالى...فكانت تخدم الناس لكي توفر قُوتهما.

وروي أن الله يحتج يوم القيامة بأيوب عليه السلام على أهل البلاء...وقد أثنى الله تعالى على عبده أيوب في محكم كتابه "إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ" والأوبة هي العودة إلى الله تعالى.. وقد كان أيوب دائم العودة إلى الله بالذكر والشكر والصبر, وسكت القرآن عن نوعية مرضه فلم يحدده....وقد نسجت الأساطير الكثير من الحكايات حول مرضه ولكن لم يذكر المفسرون أي شيء عن تساقط لحمه، ونستبعد أن يكون مرضه منفرا أو مقززا كما تقول أساطير اليهود لتنافي ذلك مع جلال ووقار النبوة..
وكانت زوجته – ويقال اسمها رحمة- تخدم الناس بالأجر حتى تحضر الطعام لأيوب, وعندما علم الناس أنها زوجة أيوب امتنعوا عن استخدامها تشاؤما أن يصيبهم البلاء.. ولما يئست باعت إحدى ضفيرتيها لبعض بنات الأشراف واشترت الطعام وأتت أيوب، فقال: من أين لك هذا؟ وأنكره، فقالت: خدمت به أناساً،وفي الغد لم تجد أحداً، فباعت الضفيرة الأخرى بطعام وأتته فأنكره أيضاً، وحلف لا يأكله حتى يعرف مصدره,فكشفت عن شعرها فلما رآه محلوقاً،دعا ربه "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ"الأنبياء 83 و84 وحلف أن يضربها مئة سوط إذا شفى.
وقيل أن حلفه بضربها لأنها أخبرته أنها لقيت طبيبا في الطريق عرض أن يداويه إذا رضي أن يقول أنت شفيتني بعد علاجه فعرف أيوب أن هذا الطبيب هو إبليس، فغضب وحلف أن يضربها مئة ضربة.

وأبطأت عليه إمرأته وكان يريد أن يغتسل, فأوحى الله إليه أن "اركض برجلك" فضرب برجله الأرض فنبعت عين فاغتسل منها فرجع صحيحا!! فجاءت امرأته فلم تعرفه, فسألته عن أيوب فقال: إني أنا هو.

وكان له أندران أحدهما للقمح والآخر للشعير, فبعث الله له سحابة فأفرغت في أندر القمح الذهب حتى فاض, وفي أندر الشعير الفضة حتى فاضت,وقال تعالى"وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ*ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ*وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ*وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ" ص 41 ـ 44.
فلما عوفي أمره الله أن يأخذ عرجونا فيه مائة شمراخ (عود رفيع) فيضربها ضربة واحدة لكي لا يحنث في قسمه وبذلك يكون قد بر بقسمه.
وجزى الله أيوب عليه السلام بأن آتاه أهله,فقيل أحياهم الله, وقيل:يجوز أن يكون المعنى أن الله أبقى له أهله فلم يصب فيهم بما يكره وزاده بنين وحفدة, وقيل آجره فيمن سلف وعوضه عنهم في الدنيا بدلهم وجمع شمله بهم في الآخرة, وذكر بعض العلماء أن الله رد على امرأته شبابها وولدت له ستة وعشرين ولدا ذكرا.

آخر الكلام:
لما ابتلى الله أيوب عليه السلام بذهاب الأهل والمال والولد ولم يبق شيء له أحسن الذكر ثم قال أحمدك رب الأرباب الذي أحسنت إلي..أعطيتني المال والولد فلم يبق من قلبي شعبة إلا قد دخله ذلك, فأخذت ذلك كله مني وفرغت قلبي فليس يحول بيني وبينك شيء...لو يعلم عدوي إبليس بالذي صنعت حسدني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق