الأحد، 29 ديسمبر 2013

أبو بكر الصديق

أبو بكر الصديق


الصِّديق الصادق الصدوق المتصدق

بقلم: سوسن سحاب                             




  
هو التجسيد الحي لمعنى الصدق والصداقة والتصديق والتصدق........فهو أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدق به من الرجال, وهو أول من صدقه في رحلة المعراج لذا سمَّاه الصديق...وهو أول من تصدق بماله كله في سبيل الله....وهو الصديق الصدوق والصاحب حتى عندما نوى الرسول عليه الصلاة والسلام الهجرة للمدينة قال له الصحبة يارسول الله؟ فقال له: نعم وقال تعالى "إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا", وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة....وهو أبو عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وحبيبته...وهو أحب الرجال إليه, سأله عمرو بن العاص أي الناس أحب إليك؟ فقال: عائشة, فقال ومن الرجال؟ قال: أبوها....
هو عبد الله بن أبي قحافة القرشي...كُنى بأبي بكر لحبه للجمال ولتبكيره في كل شيء, ولقب بالصديق لتصديقه النبي صلى الله عليه وسلم.
عمل بالتجارة منذ صغره وازدادت تجارته حتى صار من أثرياء قريش وساداتها,اشتهر برجاحة عقله وكان أعرف قريش بالأنساب, نشأ في حَيّ النبي صلى الله عليه وسلم وكانا متقاربين في العمر والفكر فبدأت صداقتهما منذ الصغر.
أسلم على يديه الكثير منهم خمسة من المبشرين بالجنة وهم عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله, وكذلك افتدى بماله الكثير من العبيد الذين عذبتهم قريش ومنهم بلال بن رباح وعامر بن فهيرة وغيرهم.....
ومن فضائله أنه كان سباَّقا, قال عمر بن الخطاب: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك مالاً فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما. فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال: يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ فقالأبقيت لهم الله ورسوله! قال عمر: والله لا أسبقه إلى شيء أبدا.
 وكان صلى الله عليه وسلم ينيبه في أمور كثيرا, فقد جاءته امرأة فكلمته في شيء فأمرها بأمر، فقالت: أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك؟ قال: إن لم تجديني فأتي أبا بكر.
وهو أول الخلفاء الراشدين واستمرت خلافته حوالي سنتين وأربعة أشهر حارب فيها المرتدين عن الإسلام وجهز أحد عشر جيشا لقتالهم, وبدأ في عهده جمع القرآن الكريم بعد موت الكثير من القراء في حروب الردة, فُتحت في عهده بلاد الفرس وهزم المسلمون الروم ولكنه مات قبل أن يعلم بنصرهم.
مات أبو بكر رضي الله عنه في جمادي الأولى سنة 13 هجرية وما ترك درهما ولا دينارا...ولما احتضر قال لعائشة "أنظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها والجفنة التي كنا نصطبح فيها والقطيفة التي كنا نلبسها فإنا كنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر المسلمين، فإذا مت فأردديه إلى عمر، فلما مات أبو بكر رضي الله عنه أرسلت بهم إلى عمر الذي قال: رضي الله عنك يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك".
ونعاه عليٌ بن أبي طالب وقال "رحمك الله يا أبا بكر كنت إلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنيسه ومستراحه وموضع سره ومشاورته, وكنت أول القوم إسلاماً وأخلصهم إيماناً وأشدهم لله يقيناً وأخوفهم لله وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشبههم به هديا وسمتا, وأكثرهم مناقب وأفضلهم سوابق وأرفعهم درجة وأشرفهم منزلة فجزاك الله عن رسوله وعن الإسلام أفضل الجزاء... فإنا لله وإنا إليه راجعون رضينا بقضاءه وسلمنا له أمره والله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثلك أبداً كنت للدين عزا وحرزا ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق