الأحد، 29 ديسمبر 2013

بلال بن رباح

بلال بن رباح


غدا نلقى الأحبة...محمدا وحِزبه

اشتهر في التاريخ بأنه أول من أذَّنَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم, وكان من السابقين الأولين الذين دخلوا الإسلام والذين عُذّبوا في الله...وشهد بدرًا وأُحُدًا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان خازنه على بيت ماله، ويقول عن نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كان له شىء، كنت أنا الذي ألي له ذلك منذ بعثه الله عز وجل حتى توفي، وكان إذا أتاه الرجل المسلم فرءاه عاريًا يأمرني أنطلق فأستقرض وأشتري البردة فأكسوه وأطعمه.
هو أبو عبد الله, بلال بن رباح الحبشي مولى أبي بكر الصديق, ومؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.....وأحد السبعة الذين كانوا أول من أظهر إسلامه وهم:رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال وصُهَيْب وعمار بن ياسر وأمه سُمَيَّة وخَبَّاب.
وأما النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فقد حماهمها قومهما، ولكنالباقون أُخذوا وأُلبسوا الحديد ووضعوا في الشمس، فكان بلال رضي الله عنه أجلدهم، وكان أُمية بن خلف يُخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ثم يأمر بصخرة عظيمة فتوضع على صدره ويقول له: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى. فيقول وهو في ذلك البلاء:َحَد أحَد.
ووضع أُمية حبلا في عنقه وجعل الصبية يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد.
ومر أبو بكر رضي الله عنه ببلال وهو يُعَذَّب، فقيل له: اشترِ أخاك بلالا, فاشتراه بأربعين أوقية ثم أعتقه لله, فقالوا لأبي بكر: لو أبَيْتَ أن تشتريه إلا بأوقية لبعناكه، فقال رضي الله عنه: لو أبيتم إلا مائة أوقية لاشتريته. وكان عمر بن الخطاب يقول أبوبكر سيدنا وأعتق سيدنا.
وأثنى النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث على بلال وقال "اشتاقت الجنة إلى ثلاثة: علي وعمار وبلال". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بلال سابق الحبشة" وأيضا "نِعْمَ المرءُ بلال سيد المؤذنين يوم  القيامة".
وعن أبي هريرة قال رسول الله لبلال عند صلاة الصبح "حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنة" قال ما عملت عملا أرجى من أني لم أتطهر طهورا تاما في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي.
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"السبّاق أربعة أنا سابق العرب وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبشة وصهيب سابق الروم".
وجاء في طبقات ابن سعد أن بني أبي البُكير جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، زَوّج أختنا فلانًا، فقال لهم:"أين أنتم عن بلال؟", ثم جاءوا مرة أخرى فقالوا: يا رسول الله، زَوّج أختنا فلانًا، فقال:"أين أنتم عن بلال, أين أنتم عن رجل من أهل الجنة؟"، فزوجوها بلالا رضي الله عنه.
وكان بلال رضي الله عنه أول من أذَّنَ يوم الفتح...فلما دخل صلى الله عليه وسلم مكة فاتحًا، أمر بلالا أن يؤذن على ظهر الكعبة فأذَّنَ على ظهرها.
 ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يستطع بلال أن يبقى في المدينة ويؤذن بها وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فعزم بلال رضي الله عنه على الرحيل لبلاد الشام، فجاء إلى الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه يستأذنه في الخروج إلى الشام فلم يأذن له بذلك، فقال له بلال: أأعتقتني لله أو لنفسك قال: لله، فقال: فأذن لي حتى أغزو في سبيل الله، فأذن له، فخرج إلى الشام ومكث بها إلى وفاته.
وعندما كان في الشام رأى في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: ما هذه الجفوة يا بلال, أما آن لك أن تزورني  فانتبه من نومه حزينًا, فركب راحلته وقصد المدينة.
ما أن وصل المدينة حتى أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه, فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما فجعل يضمهما ويقبلهما, فقالا له: نشتهي أن نسمع أذانك.
علا بلال السطح ووقف فلما أن قال: "الله أكبر الله أكبر" ارتجت المدينة....فلما أن قال: "أشهد أن لا إله إلا الله" ازدادت رَجَّتها, فلما قال: "أشهد أن محمدًا رسول الله" خرج الناس يبكون فما رؤي يوم أشد بكاءً بالمدينة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك اليوم.
وكانت وفاته رضي الله عنه في بلاد الشام سنة عشرين للهجرة ودفن بباب كيسان, وقيل دفن بباب الصغير بدمشق.
ولما حضرته الوفاة قال بلال "غدًا نلقى الأحبة, محمدًا وحِزْبَه" فتقول زوجته: واويلاه، فيقول: وافرحاه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق